الصفحات

الأربعاء، 1 أكتوبر 2014

هل ينقذ تبون "جامع الجزائر"؟

ـ الشيخ بن خليفة ـ

إذا صح ما أوردته صحيفة النهار الجديد، في عددها الصادر يوم 1 أكتوبر 2014، بخصوص تحويل مشروع جامع الجزائر إلى وصاية وزارة السكن، فإنه آن لمتتبعي سير أشغاله أن يتنفسوا الصعداء أخيرا، فخبرة وزير السكن عبد المجيد تبون وحسن تعامله مع الوضعيات الصعبة، يُنتظر أن يسمحا للمشروع بأن يعود إلى سكته الصحيحة أخيرا، بعد أن شهد تأخرا فظيعا في سير أشغاله.
ورغم أن وزير الشؤون الدينية محمد عيسى بدا حريصا على استدراك تأخر الأشغال وتسليم المشروع في وقته المحدد، إلا أن ذلك لم يكن كافيا لطمأنة المتتبعين الذين يعرفون أن تبون رجل المهمات المعقدة يستطيع رفقة طاقمه أن يحرّك عجلة مشروع جامع الجزائر الذي عرف انتكاسة حقيقية بعد رحيل مدير المشروع الأول محمد لخضر علوي رحمة الله عليه.
وللإشارة فإن مدير دائرة الإعلام بوزارة السكن حاليا الأستاذ أحمد مدني سبق له الإشراف على خلية الإعلام بالمؤسسة المكلفة بإنجاز وتسيير جامع الجزائر، وهو يعرف خباياه جيدا، الأمر الذي من شأنه تسهيل مهمة تبون.
للإشارة، فقد أثار الإعلان عن تسجيل تأخر على مستوى أشغال إنجاز جامع الجزائر قبل بضعة أشهر استغراب المتتبعين الذين واكبوا المشروع منذ بدايته، وشهدوا على أن نسبة الأشغال، قبل شهور قليلة، لم تكن عادية فقط، بل كانت تسير بشكل أفضل مما هو مخطط له، على نحو دفع مصادرنا إلى التأكيد قبل مدة بأن المشروع قد يسلم قبل الأجل المحدد له سلفا.. ولكن..
حلم جامع الجزائر كان قد اقترب من التجسيد، حين أعطيت يوم الثلاثاء 28 فيفري 2012 بالجزائر العاصمة إشارة الانطلاق الرسمي لإنجاز المشروع، بعد أن تم التوقيع على عقد إنجاز وتسليم الأمر بالخدمة للشركة الصينية العمومية لهندسة البناء العملاقة "شاينا ستايت كونستراكشن".
ومن المقرر أن يستغرق إنجاز هذا المشروع الحضاري الكائن ببلدية المحمدية (شرق العاصمة) 42 شهرا، حيث من المنتظر أن يسلم ـ مبدئيا ـ خلال شهر أوت من سنة 2015، ولكن بعض المصادر المطلعة جدا بشّرتنا بإمكانية إتمام إنجاز المشروع قبل ذلك التاريخ، في حال استمرار الأشغال بالوتيرة التي بدأت بها، وهي مفاجأة سارة بلا شك لملايين الجزائريين المتعطشين للصلاة في "الجامع الحلم".. لكن هذه البشرى التي حملناها للقراء في شهر أوت من سنة 2012 يبدو أنها قد باتت في مهب الريح بعد أن وقف وزير الشؤون الدينية "الجديد" محمد عيسى على تسجيل تأخر يمكن وصفه بالمحسوس ـ والغريب أيضا ـ في أول خرجة ميدانية له بعد تعيينه لخلافة غلام الله.
وربط متتبعون بين تأخر أشغال إنجاز الجامع ورحيل "بانيه الأول" محمد لخضر علوي المدير السابق للوكالة الوطنية لإنجاز وتسيير الجامع رحمه الله الذي انتقل ظهر الأربعاء 13 نوفمبر 2013 إلى جوار ربه، وقد نعته وزارة الشؤون الدينية يومها وشهدت أنه كان "رجلا فذا كرس حياته في خدمة دينه ووطنه"، كما يشهد له موظفون اشتغلوا معه بحرصه ووقوفه على حسن سير الأشغال.
ومعلوم أن المشروع قوبل بهجمة شرسة قادتها دوائر مشبوهة تهدف إلى عرقلته لدواع مختلفة، ويبدو أن الجهد الذي قامت به قد بدأ يؤتي ثماره، من خلال كبح سير الأشغال، ولو أن هذه القراءة تبقى مجرد افتراض نرجو أن لا يكون صحيحا..
ويسجل المتتبعون والحالمون بالصلاة في جامع الجزائر بكثير من الارتياح الاهتمام الذي يوليه الوزير الجديد لقطاع الشؤون الدينية بالمشروع، فالرجل "محمد عيسى" فضل أن يكون مشروع جامع الجزائر "مسك بداية نشاطه الوزاري"، ولذلك تفقد سير أشغاله ووقف بنفسه على تأخرها، قبل أن يلتقي ـ يوم الخميس ـ سفير الصين بالجزائر السيد ليويفي ويبحث معه مدى تقدم أشغال جامع الجزائر، ما يؤكد حرصه على استدراك التأخر ومواجهة كل العقبات الموضوعة على طريق تجسيد "المشروع الحلم" الذي نأمل أن لا يكون في خطر.
وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، قال بأنه يمكن تدارك التأخر المسجل في تقدم أشغال مشروع انجاز جامع الجزائر بدراسة طبيعة الصعوبات، مشددا على ضرورة فتح جلسة عمل مع الكفاءات الجزائرية والأجانب لتذليل الصعوبات المسجلة والتكفل بها.
وصرّح عيسى أن زيارته لمشروع جامع الجزائر نابعة من "موقع أخلاقي في الوفاء والتزام وزارة الشؤون الدينية والأوقاف بانجاز جامع الجزائر، معتبرا هذا المشروع ليس فخرا فحسب بل يشكل مرحلة من مراحل الاستقلال الوطني". وذكر بان هناك شبكة أو خريطة للمساجد يكون فيها مسجد الجزائر يقع في قمة الهرم ويشرف على مساجد أخرى تسمى "أقطابا" وهي مساجد وطنية أساسية تكون بعدد مسجد واحد في كل ولاية أي يصبح لدى الجزائر 48 مسجدا قطبا على مستوى التراب الوطني.
كما كشف محمد عيسى بأنه سيرفع تقريرا مفصلا لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، حيث يقدم له الأثر المالي وأجال التسليم لمشروع جامع الجزائر.
وفي سياق ذي صلة، صرح مسؤول عن المشروع محفوظ علوش بأن نسبة تقدم الأشغال مشروع انجاز الجامع الكبير "تفوق 25 بالمائة بصفة عامة وقاعة الصلاة أكثر من 22 بالمائة والمنارة 10 بالمائة واكثر من 50 بالمائة بالنسبة للأشغال الكبرى".
وذكر نفس المتحدث، بأنه سيكون هناك "تمديد للآجال لبعض البنايات غير أن بعض البنايات كالمكتبة والمركز الثقافي ودار القرآن ستسلم في الآجال وحتى قبل الآجال".
للإشارة، فان جامع الجزائر الكبير سيزود بنظام مضاد للزلازل يتمتع بفعالية كبيرة قادر على امتصاص أكثر من 70 بالمائة من قوة الهزة الأرضية.

مواضيع ذات صلة

كل شيء عن جامع الجزائر

حرب قذرة على جامع الجزائر

نم قرير العين يا "باني" جامع الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق